مشاعرُ مكممة !
عذراً عن مبرراتي التي كذّبتها الأيام رغم
صدقها , لمجرّد أنني لم أحسن وصف ظروفها . كان سهلاً عليّ أن أدققّ في التفاصيل
على أن أرجو من الطرف الأخر أن يفهمني لمجرّد أنه صديقْ . عذراً على تلك اللحظاتِ التي رأيتك فيها , وقلتُ
في نفسي ( حمداً لله انك بخير ) , وحين رأيتني ولم تبدأني بالسّلام وجدتك ترمي
سهام التقصير السّافر في حضرتي . لم يكن علينا ان نبخل بالسّلام , لم يكن علينا ان
نبقى صامتين . لم يكن عليك ان تعدني بصداقةٍ حميمةٍ إلى الأبد . تكشف لي لاحقاً
أنك كذبت عليّ بشأنها . لاشيء يبقى على حاله . حتى المتواتر الان قد ينصرم غداً . احترفنا الكذب عن جهالة .
والأن , ندفع الثمن على ذلك . لم يكن عليّ أن أعودك على وجودِي , حتى لا أعتاد أنا
على وجودك . أصبحت خلواتنا دخيلةً علينا , نستغربُ الوقت الذي نقضيه مع أنفسنا و
لا نأنسُ بها عكس المفترض . عذراً لأنني
استبدلتك في منتصف الطريق لأنك تركتني في مقدمته , على من يقع اللوم أكثر .. عليّ
؟ عليك ؟ على كلينا ؟ مفارق الحياة لا
تنغلقُ بمجرد انحلال رابطةٍ كانت راسخة .
تخبرني أمي مراراً ان كل شيءٍ لا يبقى على حاله , ومن أظن أن حياتي لا
تكتمل بدونه يفاجئني بأنه يتممها لي بغيابه .
أتعلم يا صديق ؟ أن الذاكرة هي الوطن الذي تقطنه مشاعرنا حقيقةً , اما
القلب فهو المزار المؤقت لها . لا تنظر إليّ نظراتك اللائمة , لا تمثل عليّ أن
الأمر ليس ذاته بالنسبة لك . أنا اعرف !
من المحال أن أقول يوماً أنني ندمتُ على وجودك
في حياتي . حتى العتاب ليس لي الحقّ فيه , لأنني أُصِبتُ بالبلادة مؤخراً . لم يعد بإمكاني أن أعد أصدقائي الجدد بأني
سأبقى لديهم للأبد . لم أعد أمني نفسي بمحادثات يومية , لقاءات أسبوعية , وحتى
أخباراً شهرية . ولا حتى بعقد جلساتٍ سنوية . الشرخ لا ينفك اتساعاً بيننا . و
الذاكرة يعلوها غبار أحداثٍ لحظية تتراكم فوق بعضها . انها تمحو ملامحي .أنا أعرف
.. تمحو ملامحي .. غداً لن يكون هناك أي ملامح لي .. سوى صدىً لاسمي يُسمع صدفةً
على قارعة طريقٍ تائه . تتلفتون على إثره يمنةً ويسرةً بدافع شعور مألوف أنكم
تعرفون شخصاً شبيهاً بهذا الإسم .. من كان يا ترى ؟ أين كان يا ترى ؟ هو فقط شيئ مألوف . نسيانه مؤلم بشكلٍ ما , قد
تذرفون دموعاً حارةً استدعتها ذاتي الحزينة لأجلكم . ربما هي أخباري المشبعة
بالحنين تبحث عن مكان لها في زحمة طرقاتكم ..
ستمر عليكم لحظات مألوفة , قد تكون شخصية
كارتونية – كنت قد أحببتها -شاهدتموها مصادفةً على الشّاشة . أو مسألة رياضية –
كنت تذمرتُ بعدم فهمها – حين تعلمونها لصبيانكم . قد تضحكون على نكتةٍ سخيفةٍ
سمعتموها إذ خُيِّل لكم أنها سُرِدت على لسان راويةٍ بلهاء يوماً . قد يؤلمكم دموع
طفلةٍ صادفتموها على قارعةٍ طريقٍ تشبهني بشكل ما . أو حتى قد تتواتر أحزاني
الحنينيّة حتى تصلكم تشعركم بنكدٍ طفيف ثم تنصرم تاركةً المكان لضحكاتم مجدداً
. تلك الوعود التي نثرتموها على دربي تلاشت . لن ألومكم ولن
تلوموني و سنحمّل عبء هذه الوعود المنكوثة على الحياة , ظروفها , واختلافات
جنسياتنا و أماكننا ..
لم أعد أشعر بالحنين لكل تلك الرسائل التي كنت
أخزّنها على هاتفي بالمئات , وأحلف لنفسي انني أبداً لن أحذفها وسأظل أقرأ حروفها
بشغف . لقد حُذِفت يا صديقي .. حُذِفت حتى أنني لم أعد أذكر أياً منها . ولا أدرِي
. . !
أتذكرون ؟ قبل سنين عديدة , حين كان يطعنني خبر
الفراق كثيراً لحد الشهقات والبكاءات التي تحرقُ الجماد . كنت قد غلفت نفسي بغلاف
حزينٍ و سبقتُ الزمن كثيراً لأعيش حزناً جماً .أتذكرون ذلك الفراق الموعود الذي
كنا نبكي على إثر ذكره ؟ وتلك الأنشودة ( قالوا الفراق يدق يوماً بابه , فأجبتهم
هل للفراق سوابقُ , فتسمروا عجباً لقولي سائلاً فأجبتهم قلبي كسيرٌ مشفقُ ) .. تلك
التي كنت أبكي وأقول أن مؤلفها يعي تماماً مانطوى عليه فؤادي . ذاك الفراقُ يا
أحبتي لم يبقّ عليه إلا سنتين لو بقي لنا في العمر بقية . سنتين تأتي بعد ثلاث
سنين باردةً كالجليد , تائهةً ويتيمة . أظن أنني سأبكي وقتها , سأبكي كثيراً ,
سأبكي وسأبكي على كل لحظةً اكتفيتُ بالاطمئنان عليكم بيني وبين نفسي . وعلى كل
لحظةٍ سنحت لي بأن أحدثكم وأسمع أصواتكم التي أفتقدها بشّدة لكنني لم أفعل . على
كل المبررات الحمقاء التي كذبتني رغم صدقي . وعلى كل الذكريات التي أودعتها ذاكرتي
دون قلبي . و على كل اللحظات التي استطعت فيها أن أراكم ولم أتنازل لمجرد شيطانٍ
وسوس لي أنكم لو أردتم رؤيتي لفعلتم .. ولم عليّ أن أكون الملاك النقي الذي يعفو و
يحب ويتذكر و يحنّ في حين أنتم لا تبصرون خيالاً تركتموه وحيداً وراءكم ؟! .. أنا إنسان
يا صديق .. و إن كان هناك وعدُ تخطاه النكث فهو الدعاء .. هو وحده .. ليس سواه شيء
!
أحبكن : سمر مهدي
أعترف لكِ : مقصّرة جدّاً ..
ردحذفمعكِ صديقتي سمر ،
وحتى مع أختي الغائبة ، مع جدّي ، مع أمّي وأبي ..
حتّى مع نفسي أيضاً ...
لكِ الحقّ بالعتب ، مقصرون جددداً ..
لكننا يا عزيزتي نحاولُ قدر المستطاع المحافظة على الوصال بيننا :)
سمر ، أحبّك جداً ، وأعتذر لك وبشدّة ...
اعترف لكِ : أيضاً أتابعكِ من بعيد ،
ردحذفكي أطمئنّ أنك لازلتِ بخير ♡
حبيبتي وداد ,
ردحذف:") كلماتك تعني الكثير ♥
انا هنا انتظرُ طرف وصل تلقونه إليّ ..
حتماً سألتقطه و أعض عليه بالنواجذ !
وأنا أحبّك أكثر
وسعيدة بكِ أكثر
اذكري الله وصلي على الحبيب
"أن الذاكرة هي الوطن الذي تقطنه مشاعرنا حقيقةً , اما القلب فهو المزار المؤقت لها ."
ردحذفإنها الحقيقة و ما نهرب منها أحيانا إلا لأنها مؤلمة :(
أبدعتِ سمر :)
منورة ستار ♥
حذففعلاً مؤلمة .. بشدة !
من ذوقك حبيبتي
اذكري الله , وصلي على الحبيب
أزال المؤلف هذا التعليق.
حذفالنور نورك :)
حذفأتسمحين لي بنشر ذاك الاقتباس ، طبعا مع حفظ الحقوق ؟!
اللهم صل و سلم و بارك عليه :)
أكييييد .. ولو ! ♥ يسعدني ذلك عزيزتي
حذفصلي على الحبيب