الأربعاء، 24 أغسطس 2011

أترضاهُ لأختك ؟






أترضاه لأختك ؟
سؤال نطرحه على كل شابٍ هام في قصة حب . تشاركه البطولة فيها " بنت ناس " لها أبٌ يبيت ليله يدعو لها , وأمّ تخشى وتقلق عليها , وإخوةٌ يحبونها , يرسمون لها جميعاً مستقبلاً تحت بنود الدين والعرف. سؤال أطرحه , غاضّةً طرفي عن مصداقية أو زيف هذه المشاعر . و أردف سؤالي طالبةً قليلاً من تأمّل وخيال :
--
في جوف الليل , طرقت باب غرفة أخيها محمّرة الوجنتين . يفتح الباب عجباً , أيسألها عن حاجتها ؟! كان على وشك ذلك  قبل أن تبدأه هي بسؤالها  : " هل تحب ؟! " . يضحك لأخته الصغيرة ويشعر بشخصيته الخفية تتجلّى أمامها على متن تباهيه : "  نعم , أحبّ إحدى الفتيات . ونعيش قصة رومانسية " . أيدعوها للدخول إلى غرفته ؟ كان على وشك ذلك أيضاً قبل أن تقتنص فرصتها في السؤال مجدداً : " متى ستتزوجها ؟! " . يجيبها ولازالت نفس الابتسامة تفرض نفسها على شفتيه بمرح : " هييه ! مشواري طويل , تخرجي من الجامعة , ارتياد وظيفة , تكوين نفسي .. الكثير من الوقت قبل الزواج " . وقبل سؤالٍ ثالث تطرحه على عتبته , سألها : " ولم هذا التحقيق ؟ "  أطرقت رأسها خجلاً , و اعترفت بهدوء : " لأنني أحب " . لم يتقبل هذا الاعتراف برحابة صدر , بدا وكأنها غافلته بخنجر قاتل طعنت به صدره الأعزل . ضاق الصدر , تباطا النفس . قبض ذراعها  وانهال عليها أسئلةً شاهت بنبرةٍ متحشرجةٍ قتلت نبرة المرح الآنفة على كلامه . " من هو ؟ أأعرفه ؟ أتحدّثينه ؟ أتخرجين معه ؟! هل رآكِ  , من عداي يعلمُ بالأمر ؟! " . تتسعُ عينا الأخت عجباً , وتنطق سؤالها الثالث عفويةً " أوليس الحُب أمر عاديّ ؟ أولست تحب ؟! " كُمّ فيه الأخ القلق . ولم يجد عذراً سوا : " وددتُ لو أختار شريك حياتك بنفسي " . الأيام والليالي تمضي ثقيلة جداً عليه , سطوة الهواجس تجبر النوم على مجافاة عينيه التي ألقت ظلها الأسود تحتها . ماذا لو كان يخدعها , ماذا لو أراد بها سوءاً ؟  وفي ليلةٍ لم يستطع للراحة سبيلاً مضى يطرق باب حبيب أخته , يتوسّل له على عتبته أن يتقدم لخطبتها . فيجيبه : " هييه ! مشواري طويل , تخرج من الجامعة , تكوين نفسي .. " . بدت الدنيا كما لو أنها تطبق جدرانها عليه , قالها بيأس : " أترضاه لأختك ؟! " . أطلق الشاب بسمة ذات مغزىً و أجاب : " أختي قد أوقعتها سلفاً في حبك ؟ "

- سمر مهدي
اذكروا الله وصلوا على الحبيب

هناك تعليقان (2):

  1. يا الله قصة مؤثرة
    ليت كل شاب يسأل نفسه قبل ان يقوم بشيء مشين
    هل ترضاه لأختك

    بارك الله فيك أختي سمو القلب

    ردحذف
  2. جميل بل اكثر من ذالك,..
    أسطر الكذهب ومغزاها أروع,..
    ياليتنا نفكر قبل ان نفعل,..
    كلمات أوقفتني لأراها,..
    أهنئك على فصاحه اللسان,..
    محبتك rin

    ردحذف